وهذه معجزة للحسين بن علي بن أبي طالب – عليه السلام –
2- كان ميكائيل يهز مهد الحسين – عليه السلام - :
ثاقب المناقب : روي عن أم أيمن – رضي الله عنها – قالت : مضيت ذات يوم إلى منزل سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء – عليها السلام – لأزورها في منزلها , وكان يوماً حاراً من أيام الصيف , فأتيت إلى باب دارها , وإذا أنا بالباب مغلق فنظرت من شقوق الباب وإذا بفاطمة الزهراء – عليها السلام – نائمة عند الرحى , ورأيت الرحى تدور وتطحن البر , وهي تدور من غير يد تديرها , والمهد أيضاً إلى جانبها , والحسين – عليه السلام – نائم فيه , والمهد يهتز ولم أر من يهزه ورأيت كفاً تسبح لله قريباً من كف فاطمة الزهراء .
قالت أم أيمن : فتعجبت من ذلك فتركتها ومضيت إلى سيدي رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وسلمت عليه وقلت : يا رسول الله إني رأيت اليوم عجباً , ما رأيت مثله أبداً .
فقال لي : ما رأيت يا أم أيمن ؟
فقلت : إني قصدت منزل فاطمة الزهراء , فلقيت الباب مغلقاً , فإذا أنا بالرحى تطحن البر , وهي تدور من غير يد تديرها , ورأيت مهد الحسين بن فاطمة يهتز من غير يد تهزه , ورأيت كفاً يسبح لله قريباً من كف فاطمة الزهراء , ولم أر شخصه .
فقال : يا أم أيمن اعلمي أن فاطمة الزهراء صائمة , وهي متعبة جائعة , والزمان قيض , فألقى الله عليه النعاس فنامت , فسبحان من لا ينام , فوكل الله ملكاً , يطحن عنها قوت عيالها , وأرسل الله ملكاً آخر , يهز مهد ولدها الحسين – عليه السلام - , لئلا يزعجها عن نومها , ووكل الله ملكاً آخر , يسبح الله عز وجل , قريباً من كف فاطمة يكون ثواب تسبيحه لها , لأن فاطمة – عليها السلام – لم تفتر عن ذكر الله عز وجل , فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك لفاطمة – عليها السلام - .
فقلت : يا رسول الله أخبرني من يكو الطاحن , ومن الذي يهز مهد الحسين – عليه السلام - , ويناغيه , ومن المسبح ؟
فتبسم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ضاحكاً , وقال : أما الطحان فهو جبرائيل , وأما الذي يهز مهد الحسين – عليه السلام – فهو ميكائيل , وأما الملك المسبح فهو إسرافيل .