بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله
لقد زخرت الثقافة الإسلامية بأسماء وصفات للإمام المأمول المنتظر، حفلت بها الروايات والأخبار الواردة عن رسول الله (ص) وأهل البيت (ع).
ومن هذه الأسماء والصفات: محمد، والمهدي، وحجة الله، وخليفة الله، وبقيّة الله، والمنتظر، والخلف الصالح، والقائم. في هذه المقالة سنذكر بعض الروايات والأخبار التي وردت فيها هذه الأسماء والصفات، وسيتم شرحها وإيضاح مدى ارتباطها بظهوره الشريف.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
محمد: وهو الاسم الأصلي وتسميته الإلهية الأولى. والحُكم ذكر هذا الاسم المبارك في المحافل والمجالس من خصائصه لا سيما في الغيبة الصغرى، فقد ورد عن الريان بن الصلت، قال: «سألت الرضا (ع) عن القائم (عج) فقال: لا يُرى جسمه ولا يسمّى باسمه» (1)، وقال رسول الله (ص): «هو رجل منّي اسمه كاسمي يحفظني الله فيه ويعمل بسنتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونوراً بعدما تمتلئ ظلماً وجوراً وسوءاً» (2).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
المهدي: هو من أشهر أسمائه وألقابه عند الفرق الإسلامية كافّة. وسمّي بالمهدي لأن الله تعالى يهديه ويرشده إلى الأمور الخفية التي لا يطلع عليها أحد، فعن أبي سعيد الخراساني أنه سأل الإمام جعفر الصادق (ع): «المهدي والقائم واحد؟ فقال (ع): نعم، فقال له: لأي شيء سُمّيَ المهدي؟ قال (ع): لأنه يهدي إلى كل أمر خفيّ، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بأنطاكية، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل الفرقان بالفرقان، وتُجمع إليه أموال الدنيا كلها ما في بطن الأرض وظهرها فيقول للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام، وسفكتم فيه الدماء، وركبتم فيه محارم الله، فيعطي شيئاً لم يعط أحد كان قبله» (3).
وروى محمد بن عجلان، عن أبي عبد الله (ع) قال: «إذا قام القائم (ع) دعا الناس إلى الإسلام جديداً، وهداهم إلى أمر قد دثر، وضل عنه الجمهور، وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه» (4).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حجة الله: في كتاب كمال الدين وتمام النعمة، بإسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: «لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد (ص) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ} (النساء: 59) قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال (ص): هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فأقرئه منى السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميّي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيّته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان» (5).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ليفة الله: رُويَ عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «قال رسول الله (ص): يخرج المهديّ من قرية باليمن يقال لها: كرعة، ومنادٍ ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وذلك عندما يصير الدنيا هرجاً ومرجاً، ويغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصّغير ولا القويّ يرحم الضعيف، فحينئذ يأذن الله له بالخروج» (6).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بقيّة الله: روي أنه «إذا خرج (عج) أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً وأول ما ينطق به هذه الآية {بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ} (هود: 86). ثم يقول: أنا بقية الله وحجته وخليفته عليكم فلا يسّلم عليه مسلم إلا قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه» (7)، وعن جابر عن أبي جعفر (ع) قال: «إن العلم بكتاب الله عزّ وجلّ وسنَّة نبيه (ص) ينبت في قلب مهدينا كما ينبت الزرع عن أحسن نباته، فمن بقي منكم حتى يلقاه فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة، ومعدن العلم وموضع الرسالة. وروي أن التسليم على القائم (ع) أن يقال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه» (
.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
المنتظر: يعني من ينتظر مقدمه المبارك الخلائق، ولأن الناس كانوا ولا يزالون ينتظرون ظهوره وخروجه لتطهير الكرة الأرضية من كل ظلم وجور، وسئل الإمام أبو جعفر محمد بن علي الجواد (ع): «لم سُمّيَ المنتظر؟ فقال (ع): لأن له غيبة تكثر أيامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزىء بذكره الجاحدون، ويكذب فيها الوقاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلّمون» (9).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القائم: يعني القائم بأمر الله تعالى، ويترقب الإشارة ليل نهار ليظهر أمر الله وينجز وعده بالحقّ وسُمّيَ بالقائم لأنه يقوم بأعظم قيام عرفه التاريخ البشري، ويقوم بالحق الذي لا يشوبه باطل.
يقول الحبيب المصطفى (ص): «طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي، وهو مقتد به قبل يوم قيامه، يأتم به وبأئمة الهدى من قبله، ويبرأ إلى الله عزّ وجلّ من عدوّهم، أولئك رفقائي وأكرم أمتي عليّ» (10).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وأسند علي بن محمد بن علي برجاله إلى
الأصبغ بن نباتة إلى علي (ع) قال: «كنت عند النبي (ص) في بيت أم سلمة فدخل سلمان وأبو ذر والمقداد وابن عوف وجماعة، فقال سلمان: يا رسول الله إن لكل نبي وصياً وسبطين فمن وصيك وسبطاك؟ فأطرق (ص) ثم قال: إن الله تعالى بعث أربعة آلاف نبي وكان لهم أربعة آلاف وصي وثمانية آلاف سبط، والذي نفسي بيده لأنا خير الأنبياء، ووصيي خير الأوصياء وسبطاي خير الأسباط. إن آدم أوصى إلى ابنه شيث (...) وأنا أدفعها إليك يا علي، وأنت تدفعها إلى الحسن، والحسن إلى الحسين، والحسين إلى ابنه علي، وعلي إلى ابنه محمد، ومحمد إلى ابنه جعفر، وجعفر إلى ابنه موسى، وموسى إلى ابنه علي، وعلي إلى ابنه محمد، ومحمد إلى ابنه علي، وعلي إلى ابنه الحسن، والحسن إلى ابنه القائم، ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله. ثم رفع صوته وقال: الحذر الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي ثم يخرج من اليمن من قرية يقال لها: كرعة، ينادى هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه» (11).
وعن أبي حمزة الثمالي قال: «سألت الإمام الباقر (ع): يا بن رسول الله ألستم كلكم قائمين بالحق؟
قال: بلى. قلت: فلما سُميّ القائم قائماً؟ قال: لما قُتل جدي الحسين (ع) ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء والنحيب قالوا: إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتلوا صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك؟! فأوحى الله عزّ وجلّ إليهم. قرّوا ملائكتي فوعزتي وجلالي لأنتقمنّ منهم ولو بعد حين. ثم كشف الله عزّ وجلّ عن الأئمة من ولد الحسين (ع) للملائكة فسرّت الملائكة بذلك فإذا أحدهم قائم يصلي، فقال الله: بذلك القائم أنتقم منهم» (12).
وسئل الإمام أبو جعفر محمد بن علي الجواد(ع): «لم سُمّيَ القائم؟
قال(ع): لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته» (13).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صاحب الأمر: سمّي صاحب الأمر لأنّه الإمام الحقّ الذي فرض الله تعالى طاعته على العباد فهو من أولي الأمر أي الذين يحقّ لهم الأمر والنهي والتصرّف, لأنّ الله عزّ وجلّ جعل لهم ذلك, وفي تفسير قوله تعالى: (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)(الشعراء 4).
روى ابن أبي عمير عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: «تُخضِع رقابهم يعني بني أميّة وهي الصّيحة من السّماء باسم صاحب الأمر عليه السّلام» (1) أو صاحب الأمر الموعود بإقامة دولة العدل, فقد روى الكليني عن شعيب بن أبي حمزة قال: «دخلت على أبي عبد الله عليه السّلام فقلت له: أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال: لا, قلت: فولدك؟ قال: لا, قلت: فولد ولدك؟ قال:لا, قلت: فولد ولد ولدك؟ قال: لا, قلت: فمن هو؟ قال: الذي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً لعلى فترة من الأئمّة يأتي كما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بُعث على فترة» (2).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الخلف الصّالح: أي الخلف الصّالح لجميع الأنبياء والأوصياء السّالفين, وعنده جميع علومهم وصفاتهم وخصائصهم والمواريث الإلهية التي تنتقل من واحد إلى آخر.
روى ابن الخشّاب عن الإمام الرضا عليه السّلام قال: «يقال كنية الخلف الصّالح أبو القاسم وهو ذو الاسمين» (3).
المأمول أو المؤمّل: لأنّ النّاس تأمل به ظهور الحقّ واستمرار الإمامة.
عن الإمام الحسن العسكري عليه السّلام حين ولد الحجّة: «زعم الظلمة أنّهم يقتلونني ليقطعوا هذا النّسل, فكيف رأوا قدرة الله؟ وسمّاه المؤمّل» (4).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
المنصور: عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله تعالى: (وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا) (الإسراء 23) قال الحسين عليه السّلامنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) قال: سمّى الله المهدي المنصور, كما سمّى أحمد ومحمّداً ومحموداً وكما سمّى عيسى المسيح عليه السّلام. (5)
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صاحب الزّمان: والمراد من كونه صاحب الزّمان أنّه الإمام المفترض الطاعة في هذا الزّمان أو أنّه صاحب زمان الظهور حيث يملأ الأرض قسطاً وعدلاً, وهو الزّمان الموعود.
روى ابن الخشّاب قال: «حدّثنا صدقة بن موسى عن أبيه عن الرّضا عليه السّلام قال: الخلف الصّالح من ولد أبي محمّد الحسن بن علي وهو صاحب الزّمان وهو المهدي» (6)
\
المضطر:في تفسير قوله تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ...) (النمل 62) فإنّه حدّث الحسن بن علي بن فضال عن صالح بن عقبة عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: «نزلت في القائم عليه السّلام, هو والله المضطرّ إذا صلّى في المقام ركعتين ودعا الله فأجابه ويكشف السّوء ويجعله خليفة في الأرض»