بسم الله الرحمن الرحيم
معاجز شهيد كربلاء وقتيل العبرات الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب - عليه السلام –
1- استجابة دعائه – عليه السلام – على عمر بن سعد – لعنه الله - :
روي أن الحسين – عليه السلام – لما رأى اشتداد الأمر عليه , وكثرة العساكر عاكفة عليه كل منهم يريد قتله , أرسل إلى عمر بن سعد – لعنه الله – يستعطفه ويقول أريد أن ألقاك فأخلوا معك ساعة .
فخرج عمر بن سعد من الخيمة , وجلس مع الحسين – عليه السلام – ناحية من الناس , فتناجيا طويلاً .
فقال له الحسين – عليه السلام - : ويحك يا بن سعد ! أما تتقي الله الذي إليه معادك أراك تقاتلني وتريد قتلي , وأنا ابن عم من قد علمت دون هؤلاء القوم , واتركهم وكن معي , فإنه أقرب لك إلى الله تعالى .
فقال له : يا حسين إني أخاف أن تهدم داري بالكوفة , وتنهب أموالي .
فقال له الحسين – عليه السلام - : أنا أبني لك خيراً من دارك .
فقال : أخشى أن تؤخذ ضياعي بالسواد .
فقال له الحسين : أنا أعطيك من مالي البغيبغة وهي عين عظيمة بأرض الحجاز , وكان معاوية – لعنه الله – أعطاني في ثمنها ألف ألف دينار من الذهب فلم أبعه إياها , فلم يقبل عمر بن سعد – لعنه الله – شيئاً من ذلك .
فانصرف عنه الحسين – عليه السلام – وهو غضبان وهو يقول : ذبحك الله يا بن سعد على فراشك عاجلاً , ولا غفر لك يوم حشرك ونشرك , فو الله إني لأرجو أن لا تأكل من بر العراق إلا يسيراً .
فقال له عمر بن سعد مستهزئا : يا حسين إن في الشعير عوضاً عن البر ، ثم رجع إلى عسكره .
فكان كما قال – عليه السلام - : لم يصل إلى الريّ وقتله المختار شعراً :
هذا ابن سعد لم يطع لإمامه ................... وأطاع من بعد الحسين يزيداً
تبت يداه سوف يصلى غـداً ................... ناراً عذاباً لا يزال جديــــــداً